شباب اون لاين
في الزنزانة الموسادية Qwl8r7yqx9vi
شباب اون لاين
في الزنزانة الموسادية Qwl8r7yqx9vi
شباب اون لاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب اون لاين

منتديات شباب اون لاين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
في الزنزانة الموسادية Support

 

 في الزنزانة الموسادية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام



عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 29
الموقع : مصر

في الزنزانة الموسادية Empty
مُساهمةموضوع: في الزنزانة الموسادية   في الزنزانة الموسادية Icon_minitimeالسبت فبراير 27, 2010 8:27 pm

- 1 -

أَدخلوني من البوَّابَةِ الأماميَّةِ لقاعةِ
التَّحقيقِ ، أَدركتُ حينَها أَنَّهُم يَسعونَ إلى بَرمَجَةِ لِساني وِفقَاً
لِمَصلَحَتِهِم ، فإنْ تَمَكَّنوا فَسَيُبقوا على لِساني ويُخرجوني من البابِ
الأماميِّ للقاعةِ ، وإن لم يَتَمَكنوا - ولنْ يَتَمَكَّنوا - فَسَيَقطَعوا لِساني
، ويَدفعوا بي عَبْرَ البوابةِ الخلفيَّةِ لِلقاعَةِ حيثُ الَّلاعودة .
ولكنَّهم
ولستُ أَدري لِماذا دَفَعوا بي عَبرَ البَوَّابةِ اليَساريةِ المُؤدِّيَةِ إلى
الزَّنزاناتِ الانفرادية .
- 2 -

دَخَلْتُ الزَّنزانةَ بِثِقَةٍ فَليسَت المَرَّةَ
الأولى التي أسكنُ فيها زنزانةً ، بل لَقَد خَبِرتُ هذا النَّوعَ من المساكنِ
جيِّداً .
تَفَحَّصْتُ جُدرانَ الزَّنزانةِ كَعادتي لِعِلمي بأَنَّ مَورثي لمْ
يُغادِرْها دونَ أنْ يَترُكَ لي إِرثاً أَدبيَّاً أو نَصيحَةً ما على أَحَدِ
الجُدران ، وفي أَغلَبِ الأَحيانِ كانَ يودِعُ لي الإرثَ على سقفِ الزَّنزانَةِ
لأنَّه كانَ يَعلَمُ أنَّ الجُّنودَ الصَّهاينة لم يَعتادوا النَّظرَ إلى الأَعلى
فَأَقصى ارتفاعٍ يَصِلُهُ بَصَرُهُم هو حَدُّ الأُفُقِ .

- 3 -

في جَلسَةِ التَّحقيقِ السَّابقَةِ قالَ لي مُعاونُ
المُحَقِّقِ وهو يَصفَعُني وبَعدَ أن فَشِلَ في تَحقيقِ أيِّ تقدُّمٍ مَعي :
-
سَأَجْعَلُكَ تَلْعَقُ سَقْفَ الزَّنزانَةِ بِلِسانِكَ الَّلعينِ هذا
!!
تَذَكَّرْتُ قَولَهُ هذا وأَنا أَتَفَحَّصُ جُدرانَ زَنزانَتي
.
تَساؤُلاتٌ وتساؤلاتٌ دارتْ في ذِهني ولَمْ أَجدْ لَها جَواباً :
- تُرى
لِماذا قالَ سَقفَ الزَّنزانةِ ولَمَ يََقُلْ أَرضَها وَهُوَ يَعلَمُ أنَّ أَرضَ
الزَّنزانَةِ أَكثَرَ اتِّساخاً من سَقفِها .....؟!
- ما سِرُّ هذا الدِّفءِ في
كفِّهِ وهوَ يصفَعُني ؟
- لِماذا يُذَكِّرُني هذا البَريقُ النَّقيّ في عَينيهِ
بِشَخصٍ أُحبُّهُ وأَرى فيهِ كلَّ أَهلي ؟
- 4 -

نظرْتُ إلى سقفِ الزِّنزانَةِ فزادَتْ حَيْرَتي
أَكْثَرَ حينَ قرأْتُ هذِهِ الرسالةَ الموشَّحةَ بِمَطلعِ قصيدةٍ للشاعرِ
التُوْنِسيّ أبي القاسمِ الشَّابي :
(( يا بنَ الجنوبِ الُّلبنانيِّ المُقاوِم
:
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة ... فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَر ))
قرأتُ
الرسالةَ وردَّدتَها مراراً ، ورأيْتُنِي أزدادُ قوَّةً كُلَّما نَظرْتُها
وقرأْتُها .
إنَّها إرثٌ عظيمٌ تركَهُ لي مُغادِرٌ غادرَ مُنْذُ زمنٍ قريب ،
استنتجْتُ ذلكَ مِنْ غُبارِ أظافرِهِ التي كتَبَ الرِّسالَةَ بِها ، وذيَّلَ
أسْفَلَ الرِّسالَةِ بالتوقيْعِ التَّالي : ((غزَّة))
- 5 -

عادَتِ التساؤلاتُ التي لمْ أجِدْ لها جواباً
تُراوِدُني :
- هل يعلمُ صاحبُ الكفِّ الدافئِ بوجودِ هذهِ العبارة ؟
- وهل
قصَدَ لفْتَ انتباهي إلى تلك العبارة في إشارة ما منه ؟
- ألهذا قالَ لي :
سأجعلُكَ تلعقُ سقفَ الزنزانةِ ولم يقُلْ أرضَها ؟
- هل يقصُدُ بتنظيفِ سقفِ
الزنزانَةِ محوَ تلكَ العبارَة ؟
- هل تُؤَرِّقُهُ تلكَ العبارةُ كما تُؤَرِّقُ
كُلَّ الصَّهاينة ؟
- هل كلُّ اليهودِ يجْحَدونَ الإسلام ؟
- هلِ الفرقُ
كبيرٌ بينَ اليهوديَّةِ والصِّهيونيَّة ؟
- ما سرُّ ذلكَ الدفءِِ في كفِّه ؟ وما
سِرُّ تلكَ النظراتِ النقيَّةِ في عينيْه ؟ هذهِ النظراتُ التي تُميِّزُهُ عن
بقيَّةِ هؤلاءِِ المُحقِّقينَ الصَّهايِنَة ؟
- 6 -

منذُ قليلٍ وبَيْنَما كانَ الجُّنودُ يقودونَني إلى
الزنزانَةِ سمعْتُ صاحبَ الكفِّ الدافئِ يقولُ لرئيسِهِ كبيرِ المُحَقِّقين :
-
دعْهُ لي ، سأصْنَعُ مِنْهُ أفضَلَ عميلٍ لإسرائيل .
أجابَهُ كبيرُ المُحَقِّقين
:
- لا أظنُّ ذلك ، ولكنْ لا بأس فَلَكَ ذلك ، ولنْ أمنَحُكَ أكثَرَ من شهرٍ من
تاريْخْه ، فإنْ فشِلْتَ في غَسْلِ دِماغِهِ وتَجْنيدِه – وهذا ما أراه -
فأَخْرِجوهُ مِنِ البوَّابَةِ الخلفيَّةِ لقاعَةِ التحقيق .
- 7 -

بدأَ صاحبُ الكَفِّ الدافئِ جولةً أُخرى من التحقيقِِ
معي فسألَني :
- ما علاقَتُكَ بالمنظَّمَةِ الإرهابيَّةِ المُسَمَّاةِ ((حزب
الله)) ؟
- ليستْ منظَّمَةً إرهابيَّة ، إنَّها المُقاومَةُ الإسلاميَّةُ
اللُّبنانيَّة .
- وما علاقتُكَ بما تُسمِّيْهِ كذلك ؟
- علاقتي بوطني وأرضي
وشعبي .
- ولكنَّها وكما تقولُ أنتَ مُنظَّمةٌ إسلاميَّة ؟
- هيَ مُقاومةٌ
عربيَّةٌ إسلاميَّةٌ لُبنانيَّة .
- هذا يعني أنَّها تضُمُّ اللُّبنانيينَ
المُسلمينَ منهُمْ فقط ؟
- هذا مفهومٌ خاطئ ، وللأسفِ يُشاطرُكُم فيهِ بعضُ مَنْ
تُسمُّونَهُمْ عرباً مُعتدلين ، وقد اجتزأتَ قولي وأخذتَ منهُ ما يُشَوِّهُ الحقيقة
. فأنا قلتُ مُقاومةً عربيَّةً إسلاميَّة ، ولمْ أَقُلْ إسلاميَّةً فقط ، وليسَ
كلُّ العربِ مُسلمين ، وهذه المقاومةُ تهدفُ إلى تحريرِ لُبنانَ من اغتصابِكُمْ
لأراضيهِ وعدوانِكُمْ على شعبِه ، لذا فهيَ تفتحُ ذراعَيْها لكلِّ لُبنانيٍّ
ولكُلِّ عربيٍّ يؤمنُ بحقِّهِ في التحريرِ والسِّيادةِ والاستقلال ، وما وجودي هنا
إلاّ خيرُ دليلٍ على صدقِِ قولي .
- 8 -

كنتُ مُستمتِعاً في حَديثي عنِ المقاومة ، وتمنَّيْتُ
أنْ أُسْهِبَ و أُسْهِبَ وأُسْهِب ، وكانَ بِمَقدوري ذلكَ فلم يكُنْ لِيُمانعَني
المُحَقِّقُ صاحِبُ الكَفِّ الدَّافئ .
ولكنَّني فجأةً توقفْت !! توقَّفتُ وأنا
أراهُ يرْدَعُ دُمُوعاً كادَتْ تسيلُ من عينيه !!
صرَخَ مُسْتجمِعاً قُواهُ بعدَ
أنْ دارى وجهَهُ عن عيونِ جُنودِهِ المُتواجِدِينَ في غرفَةِ التحقيق :
- لا
فائدةَ معَكَ أيُّها الأسير ، وَيَبْدو أنَّكَ ستَخْرُجُ منِ البابِ الخلفيِّ
للقاعة !! ولكنِّي سأُعطيْكَ فُرصَةً أُخرى .
وأشارَ إلى الجُنود :
-
أَعيدوهُ إلى زنزانَتِه .
- 9 -

لا يُمكنُ أنْ تُدرِكَ أيَّاً من الفصولِ الأربعَةِ
في الزنزانَة ، كذلكَ لا يمكنُكَ أنْ تُدرِكَ الأوقات .
فالزمنُ في الزنزانَةِ
زمَنَان :
زمَنٌ مُظْلِمٌ طويْلٌ تقْرَؤهُ في وجوهِ مَنْ حولَكَ مِنْ
سَجَّانيْك
وزَمَنٌ نَيِّرٌ قصيرٌ تقْرَؤهُ في وجودِك بينَ سَجَّانيْك
هُمْ
حوْلَكَ في أرضٍ مُغتَصَبَةٍ وحُرِّيَةٍ أسيرَة
وأنتَ بينَهُم في أرضٍ
ُمقاوِمَةٍ وحُرِيَّةٍ حُرَّة .
- 10 -

رمى لي أحدُ الجنودِ بقطعَةٍ صغيرَةٍ من ثقبٍ صغيرٍ
في بابِ الزنزانة ، قطعةٍ أحْفَظُها عن ظَهرِ قَلْب ، شكْلُها كقطعَةِ البسكْويْت ،
مُصَنَّعةٌ من الدَّقيقِ المعجونِ بالفلفُلِ الحارِّ جدَّاً ، تُعطى للأسرى قبلَ
سوْقِهِم إلى التحقيقِ بلحظاتٍ قليلة ، ويُرغَمونَ على تناولِها لتَحْرُقَ جوفَهُم
وتجعلَهُم يطلُبُونَ جرعةً الماءِ بأيِّ ثَمَن ، حتى لَوْ كانَ الثمنُ اعترافَهُم
بِما كانَ منهُم وَما لَمْ يَكُنْ .
وقدْ جرَتِ العادَةُ أنْ تُوضَعَ هذهِ
القطعَةُ في فَمِ الأَسيْرِ عُنْوَةً ، وبَعْدَ تَقْييدِهِ مِنْ قِبَلِ الجنود
.
ولكِنْ أنْ تُقَدَّمَ هذهِ القطعَةُ لي بِهذِهِ الطريقَة !! فهذا ليسَ مِنِ
المألوفِ عندَهُم .
- 11 -

لمْ تَطُلْ حَيْرَتي !! فقَدْ وجدْتُ ورقَةً صغيرَةً
جداً داخِلَ هذِهِ القطعَة ، كانتْ رسالَةً مِنْ صاحبِ الكّفِّ الدَّافئ .
قرأتُ
الرسالة ، كُتبَ فيها البيتَ الثاني مِنْ قصيدَةِ أبي القاسمِ الشَّابي :
(( ولا
بّدَّ لِلَّيلِ أنْ ينجَلي ... ولا بّدَّ لِلْقَيْدِ أنْ ينكَسِر ))
وقرأتُ
التوقيعَ التالي ذيَّلََ الرسالة :
(( الجنوبُ اللُبنانيُّ المُقاوِم
))
بعْدَ أنْ قرَأتُ مضمونَ الوَرَقَةِ ابْتَلَعْتُها حِفاظاً على كِلَيْنا
.
- 12 –

لمْ أكَدْ أبتلِعُ القطعةَ الشبهَ بسكوتيَّةٍ معْ
مُحتواها الورَقيّ ، حتى جاءَني أحدُ الجنودِ واقْتادَني إلى قاعةِ التحقيق .

صرخَ صاحِبُ الكَفِّ الدافئِ في وجهي وقدْ أيقَنَ أَنِّني ابْتَلَعْتُ رسالتَهُ
مُوافَقَةً على مَضمونِها وإخْفاءً لِسرِّها :
- لقدْ ضُقْتُ ذرْعاً بِكَ أيُّها
الأسير ، فهاتِ خيارَكَ الأخير !!
طلبْتُ منْهُ جرعَةَ ماءٍ لأُطْفِئَ ما
سبَّبَتْهُ لي تلكَ القطعَةُ التي ابْتَلعْتُها مِنِ احْتِراقاتٍ في فَمِي وجَوْفِي
.
نظَرَ في عيونِ جنودِهِ وأمرَهُم أنْ يمْنَعوا عنِّي الماءَ حتى أُقَدِّمَ
قراري الأخير ، وَأَوْصاهُم - وهوَ يُدْرِكُ بِأنَّهُ لَنْ يَحْصَل - :
– إنْ
أصَرَّ على عِنادِهِ فأَخْرِجوهُ مِنِ البوَّابَةِ الخلفِيَّةِ للقاعَة ، وَهَمَّ
بِمُغادَرَةِ القاعَة .
ولكِنَّهُ عادَ وتراجَعَ بعدَ أنْ قُلْتُ لَهُ : لكَ ما
تشاءُ أيُّها المُحَقِّق .
- 13 -

أمرَ جنودَهُ بتقديمِ الماءِ لي واقتِيادي خلفَهُ
إلى مكتَبِ رئيسِهِ كبيرِ المُحقِّقينَ الذي ربَّتَ على كتِفِهِ قائلاً : تابع
المهمة ، بيْنَما قدَّمَ لي كبيرُ المُحقِّقينَ هذا جوازَ سفَرٍ لُبنانيَ باسمٍ
اختارَهُ لي ومُلصقاً عليْهِ صُورَتي وأعطاني تذكِرَةً سَفَرٍ إلى فيينا ودفترَ
شيكاتٍ يُشْعِرُ بِأنَّهُم فَتَحوا لي حساباً في أحَدِ البنوكِ هُناك ، وأَصْدَرَ
ما ظنَّهُ أمراً سأُطيعُه : (( انتظرْ هُناك ريْثَما تأتيكَ تعليماتُنا )) .
- 14 -


ولَدى وصولي إلى فيينا استَقْبَلَني شَخصٌ في
أَرضِ المَطارِ واقتادَني إلى شقَّةٍ كانوا قد استَأجَروها باسمي .
وما إنْ
غادَرَني الشَّخصُ المُرافَِقُ واستَلقيتُ على سَريري حَتَّى وَجَدْتُ نَفْسي من
جديدٍ في سَفَرٍ من التَّساؤلاتِ :
- تُرى هَل يُمكِنُ لي أَنْ أَتَقَبَّلَ من
جديدٍ عَودَةَ الفُصولِ والأَوقاتِ ، وَأُغَرِّدُ كَما كلِّ مَن حَولي ؟
- تُرى
مَن يَكونُ صاحِبُ الكَفِّ الدَّافِئِ ؟ أيُمْكِنُ أنْ يَكونَ عَميلاً سِرِّيَّاً
لِلمُقاوَمة ؟
استعدْتُ من جديدٍ مَضمونَ تِلكَ الرِّسالةِ التي ابتَلَعْتُها في
الزَّنزانَةِ ، فَأَيقَنْتُ صِدْقَ ظُنُونِي .
- 15 -

لا أستطيعُ أنْ أجْزُمَ أنَّ صاحبَ الكَفِّ الدافئِ
تأخَّرَ عنِ اللَحاقِ بي ، فهوَ لمْ يُعْطِنِي مَوْعِداً مُحدَّداً لحضُورِه
.
لمْ أتَمكَّنْ مِنْ إخفاءِ ابتسامَتِي وأنا أقولُ في نفسي :
(( يالَهَا
مِنْ مُفارقَةٍ أنْ أشتاقَ لِسجَّاني...! ! ))
طرقاتٌ دافِئَةٌ على الباب ،
إنَّهُ هوَ ، فتحْتُ لَهُ البابَ ونظرْتُ يَميْناً وشمالاً في الخارجِ لأطمَئِنَّ
أنَّ أحَداً لا يُراقِبُنا .
أغلقتُ البابَ خلفَهُ وبادَرْتُهُ بِكَمٍّ هائِلٍ
مِنِ الأسئلَةِِ كما لَوْ أنَّهُ أضحى أسيراً لديّ .
لمْ أكُنْ أنتظِرُ أجوِبَةً
منْهُ , فقدْ قرأْتُ في عَيْنَيْهِ أجوِبَةًً لأسئِلَةٍ سألْتُها وأجوِبَةً
لأسئِلَةٍ لمْ أسأَلُها .
ولكن الـ (( كَيْفَ ... ولِماذا ؟)) بَقِيَتا دون
جواب .
فصارحْتُهُ سائِلا :ً
- كيفَ أضْحَيْتَ عَميلاً لِلمُقاوَمَة
؟
ابتسمَ وقالََ مُداعباً : ولكِنْ يا أخي لماذا تُسَمّيني عَميْلاً ؟ أَلا
تَرَانِي أستحقُّ شرفَ تَسْمِيَتي مُقاوماً ؟ يا أخي ليسَ بالضرورةِ كلُّ يهوديٍّ
صهيونيّ ، وأمّا عن وقوفي معَ المُقاومةِ في مواجهَةِ الصِّهيونيَّة !! فقدْ كانَتْ
الخطوةُ الأولى مِنْ صَحْوَةِ الضميرِ لدَى مُعايَنَتي لِضَحايا حكُومَتي
الصِّهيونِيَّةِ في مجْزَرَتَيّ صَبْرا وشاتِيْلا ، بينما كانتْ الخطوةُ الثانيةُ
لدى مُعايَنَتي لِضَحايا مَجْزَرَةِ قانا الأولى
أمَّا الخطوةُ الحاسِمَةُ
للسَيْرِ بعكسِ عَقارِبِ السَّاعَةِ الصِّهيونِيَّة فابتدأَتْ مع مجزَرَةِ قانا
الثانية .
- ولماذا ؟ وما المُقابِل ؟
- لأنَّه جهادٌ فرَضَََهُ عليَّ
اعْتِناقي الإسلام ، والمُقابِلُ مَرْضاةُ وَجْهِ رَبّي يومََ ألْقاهُ فلا
تَعْصِمُني صِهيونِيَّةٌ ولا ينفَعُ والِدٌ وَلَدَه .
- وما العملُ الآن :
-
أنتَ ستعودُ إلى لُبنان ، أمَّا أنا فَلَدَيَّ واجِبٌ آخَر ، وسَنلتقي بإذنِ اللهِ
في لُبنانَ الحريَّةِ والسِّيادةِ والاستقلال .
- 16 -

رمَقْتُهُ ، رمَقَني ، رأيتُ دموعَهُ الباسِمَة .
رأى دموعي الشاكرة ، حمدنا الله كلٌّ وفقَ طقوسِه .
انْتَزَعتُ مِن عُنقيَ
سِلسالاً يَتَوَسَّطُهُ صَليبٌ رافَقَني مُنْذُ وِلادَتي وَكَانَ أَوَّلَ هَديةٍ لي
مِن والدي الذي نالَ شَرَفَ الشَّهادَةِ قَبلي .
أَخْرَجَ مِن جَيبِهِ
كُتَيِّباً صغيراً جِداً كُتِبَ على غِلافِهِ ((الحِصْنُ الحَصينْ)) ، وَضَمَّ
بَيْنَ وُرَيقاتِهِ الخَضراءَ بَعْضاً مِن سُوَرِ القُرآن الكريم .
لمْ أَجْرُؤ
على تَقديمِ هَويَّتي أَولاً لأَنِّي لا زِلتُ الأَسيرَ ولا زالَ المُحَقِّقْ ،
ولكنّي الآنَ أسيرُ فضلِهِ عليَّ وأسيرُ حُبّي لَهُ .
تَقَدَّمَ مُختَزِلاً
بِضعَةَ سَنتيمتراتٍ من مسافةِ المِتر الواحِدْ الذي كانَ يَفصِلُنا فاختَزَلْتُ
الباقي .
ضَمَمْتُهُ فَعانَقْتُه ، ضَمَّني فعانَقَني .
قالَ مُوَدِّعاً :
هَيْهاتَ مِنَّا الذُّلِّ هيهاتْ .
قُلتُ مُوَدِّعاً : (( مُنْتَصِبَ القامَةِ
أَمْشي ... مَرفوعَ الهامَةِ أَمْشي
في كَفِّي قَطْفَةُ زَيْتونٍ ... وعلى
كَتِفي نَعْشِي ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://boyz-online.yoo7.com
 
في الزنزانة الموسادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب اون لاين :: المنتدى الأدبـــى :: القصص القصيرة-
انتقل الى: